دردشة في التطور المهني

واحدة من أكثر ما يشغل بال حديثي التخرج والانضمام للعمل هو التطور الوظيفي وكيف أكون أفضل نسخة ممكنة. فمن خلال ملاحظتي في السنوات الأخيرة أصبح هذا هاجس للجيل الجديد وكثير منهم يسأل “ما هي قيمتي المضافة للمكان؟” أو “ما هو التأثير الذي صنعته خلال الأشهر الماضية Impact؟” وهي أسئلة مهمة بلاشك. ولكن أريد أن أخذ خطوة للوراء بطرح سؤال

لماذا أحتاج لتطوير مهاراتي الوظيفية؟

فهل يجب علي أن أكون موظف ابتداءً؟ هل يجب أن أكون موظف منتج؟ هل يجب علي أن أكون متميز وظيفيًا؟

ووجهة نظري الشخصية، كل ذلك مسألة اختيارية وتعتمد بشكل كبير على أهدافك وطموحاتك الشخصية.


فمن خلال هذه الأسئلة تستطيع تحديد هل تحتاج لوظيفة أم لا؟ وهل يجب أن تكون موظف متميز أم لا؟ ولكن إن اخترت أن تكون موظف عادي وتعمل بالحد الأدنى من الجهد، فلا يجب عليك التوقع أن تحصل على ترقيات وعلاوات تقيمم متميز. عليك أن تعلم أن تطور مستواك الوظيفي والمالي سيكون بالحد الأدنى كذلك.


وتحديد أهدافك الشخصية والعملية مهم للغاية. فهل تبحث عن الراتب العالي؟ أو المنصب أو تقديم قيمة للوطن والأشخاص؟ وكلها أهداف تحترم جدًا ولكن هنا أريد طرح سؤال آخر وهو:

من المسؤول عن تطويرك المهني؟

الإجابة النموذجية بلا شك أنك (أنت) مسؤول عن تطوير نفسك. ولكن الواقع الذي نعيشه تجد الكثير يتوقع هذا الدور من مديره أو جهة عمله وأن يقومان بحثه على التطوير وإعطائه الدورات المناسبة.


وهنا لابد لنا أن نعلم أن التطوير المهني ينقسم إلى قسمين: الأول فني في مجال تخصصك مثل البرمجة أو المحاسبة وغيرها. والقسم الآخر مهارات شخصية Soft Skills مثل مهارات التواصل والذكاء الاجتماعي والعروض.


كما أنه من المهم جدًا أن يقتصر التطوير المهني على “الدورات والتدريب” حيث أن التدريب أحدى وسائل التعلم وليس كلها. فالشخص يستطيع تطوير نفسه من خلال قراءة الكتب والمقالات في المجال، حضور ورش عمل ومؤتمرات، تدريب إلكتروني، المجلات العلمية، النقاش مع شخص مختص، التوجيه والإرشاد وغيرها…


لذلك إن كانت وسيلتك للتطور المهني جهة عملك أو مديرك فأستطيع أن أضمن لك هناك أشخاص سيقومون بتحمل مسؤولية تطورهم الذاتي وسيسبقونك بشكل كبير.

ماهي أهداف المنظمة وأولوياتها؟

ليكون لك الأثر الأكبر في منظمتك ودعمها بأفضل شكل، سيكون من المفيد جدًا أن تتعرف على استراتيجية المنظمة أو الشركة ومعرفة أولوياتها. وإن لم تستطع فهمها فلا تتردد أبدًا بسؤال مديرك عنها أو الإدارة المسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي.


فمن خلال معرفة أهداف المنظمة وتوجهاتها وأولوياتها تستطيع تنظيم عملك وأولوياتك لتكون متوائمة بشكل أكبر مع المنظمة وبذلك تكون قد حققت أكبر عائد على استثمار وقتك.

أكتب أهدافك

بعد أن تعرف أهداف المنظمة وأولوياتها، يأتي هنا الدور على أن تقوم أنت بكتابة أهدافك التي تريد تحقيقها والمتوائمة مع أهداف مديرك ومنظمتك. تجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من الجهات التي تقوم بالقيام بهذه العملية بشكل رسمي من قبل الموارد البشرية ولكن احرص أن تكون أهداف واضحة ومتوائمة مع التوجه العام.


أما إذا كانت منظمتك لا تقوم بهذه العملية، فأنصح وبشدة بمنهجية OKRs لكتابة الأهداف وتستطيع البحث عنها. وفي الختام تأكد أن تقوم أنت بمراجعة أهدافك بشكل دوري وأن لا تنجرف مع ضغط العمل في نواحٍ أخرى قد لا تهدف المنظمة بشكل كبير.

لا تنتظر التقييم

أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تنتظر إلى نهاية السنة لكي يخبرك مديرك أن أدائك لم يكن بالشكل المطلوب. لذلك من المهم أن تحرص (أنت) على أن تجتمع مع مديرك كل ثلاثة أشهر على الأقل لمعرفة رأي مديرك في عملك وكيف لك أن تقوم بتطوير أدائك بشكل أفضل.


من الضروري أن تدخل هذه الجلسات بعقلية منفتحة للنقد Feedback وأن الجلسة لن تكون استعراض إنجازاتك بقدر ماهي تصويب وتقويم لعملك. تقبل النقد وسجله واحرص بشكل فعّال على تحسين هذه الجوانب لديك.

أطلب مهام وتحديات جديدة

كُن مبادر دائمًا للقيام بأعمال جديدة وخوض تحديات قد يخشى منها الآخرين. فلن تتعلم بشكل فعّال إلى عندما تخوض في مجالات لم تعتد عليها.


ولكن كُن مستعدًا كذلك لأن تتعلم بشكل سريع وأن تكون جاهزًا في الوقت المناسب لأن تعطِ بشكل سريع وجودة عالية.

ابحث عن موجه Mentor

لا عيب في أن تطلب المساعدة من الآخرين، فلا يكاد يوجد شخص إلا وكان لديه من يساعده ويوجهه ويأخذ بيده. فحتى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان قد ساعده عمه أبوطالب ومن ثم أبوبكر الصديق.


لذلك ابحث عن شخص نصوح يقدم المساعدة ولا تتردد في سؤاله. وصدقني سيفرح هذا الشخص بطلبك ويختصر عليك الكثير من الوقت والجهد في عملك والمواقف التي تواجهها.

تعرف على نفسك

واحدة من أهم الصفات التي يتحلى بها الناجحون هي الوعي الذاتي Self Awareness وهي قدرتك على معرفة أخطاؤك وعيوبك ومميزاتك كذلك. من خلال هذه النظرة الذاتية تستطيع استغلال نقاط قوتك بشكل أفضل وتحسين بعض العيوب وأن تعمل على حلها.


كما أنه هنا لا حرج في سؤال أشخاص حولك عن نفسك مثل الوالدين، الأخوة، زملاء العمل وغيرهم. فقد يقدمون لك معلومات لا تعرفها عن نفسك.

تعلم مهارات جديدة