ماذا يميز طلاب و طالبات جامعة الإمام؟

كليات الحاسب و المعلومات

في عام 2011م قمت بتأسيس إحدى الشركات التقنية و من يعرفني عن قرب يعرف كيف أنني مُتَطلبٌ جدًا حين يعود الأمر إلى التوظيف و أُفضل أن أخسر الكثير من المرشحين الجيدين على أن ينتهي بي المطاف بموظف سيء. و كُنت أريد توظيف مبرمج وقتها و قابلت أكثر من 100 مرشح من أصل أكثر من 300 سيرة ذاتية، و لفتَ انتباهي حينها تميز طلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مجال الحاسب الآلي مقابل نظرائهم من الجامعات الأخرى نسبيًا.


و كنت في كل عام وراء آخر أقوم بعملية مقابلات كثيرة و ألمس بشكل واضح تطور مستوى طلاب جامعة الإمام بشكل أكبر حتى أنهم و خلال السنوات الثلاثة الأخيرة أستطيع القول أنهم الأفضل بلا منازع في كليات الحاسب الآلي و المعلومات لدينا.


و قد كنتُ قد كتبت التغريدة أدناه في حسابي في تويتر أحيي فيه هذا التميز للكلية و لعميدها الدكتور وليد الروضان و وصلتني الكثير من التعليقات من الزملاء و كذلك بعض الأصدقاء منهم من يؤيد و منهم من يلومني و لذلك قررت كتابة هذه التدوينة أشرح فيها رأيي و لعل الكليات الأخرى تستفيد منها كذلك.

رأيي هنا لا يعني أن جميع طلاب جامعة الإمام أفضل من جميع طلاب الجامعات الأخرى و لكن بشكل عام أرى أن طلاب جامعة الأمام بالمجمل أكثر تأهيلًا.

لماذا طلاب جامعة الإمام؟

طبعًا هنا أتحدث عن طلاب كلية الحاسب الآلي و ليس عن التخصصات الأخرى فلا اطلاع لي عليها. و لكن بشكل عام لاحظت أن طلاب و طالبات جامعة الإمام يميزهم عدة أمور عن نظرائهم منها:

  1. التقنيات الحديثة: لدى الطلاب و الطالبات هنا اطلاع بشكل أكبر على التقنيات الحديثة و أهمها الذكاء الإصطناعي و البيانات فلا يكاد يمر علي طالب أو طالبه إلا و مشروع التخرج لديهم يوجد به جزئية تستخدم الذكاء الإصطناعي بشكل أو بآخر. و قبل ذلك كان هناك تركيز على برمجة الهواتف قبل أن يكون ذلك في كثير من الكليات الآخرى.

  2. الاطلاع على ماهو أبعد من الجامعة: أعتقد أنه من المعيب أن أقابل طالب أو طالبة حاسب آلي و أسئله عن اللغات التي يجيدها و لا يكون هناك إلا لغة الجافا و ذلك لكونها هي الوحيدة التي درسوها في الجامعة. فإذا لم يكن هناك شغف لدى الطلاب لتعلم لغات و تقنيات حديثة فقد لا يكون مناسب لأن يتخصص في مجال تقنية المعلومات. فالطلاب في جامعة الإمام لديهم إلمام بتقنيات حديثة أكثر و كثير منهم اطلع عليها من خلال دورات و معارف خارج المقرر الدراسي للكلية.

  3. العمل التطوعي: لدى طلاب و طالبات جامعة الإمام حرص شديد على الأعمال التطوعيه بشكل مختلف عن زملائهم في الجامعات الأخرى. حقيقة لا أعرف السبب و لكن ذلك لابد أن يكون بتشجيع من الكلية بشكل أو بآخر.

  4. علاقات قوية فيما بينهم: لفت نظري قوة العلاقة بين الطلاب و الطالبات هناك و أعتقد أنه لكثرة الفعاليات و العمل التطوعي و لكنه ملفت للنظر معرفتهم العميقة ببعضهم البعض و ذكرني ذلك بوضع كليتنا في الحاسب الآلي في جامعة الملك سعود سابقًا.

  5. شخصيات قوية: في عام 2004 قام بتدريسنا معالي الدكتور سعود المتحمي مادة الذكاء الإصطناعي في الفصل الصيفي و لا أنسى كيف كان يقول لنا دائمًا أن طلاب جامعة الملك سعود ضعيفين في الإلقاء و التخاطب و كان يصر على خروج جميع الطلاب أكثر من مرة للعرض على زملائهم خلال الفصل. و هنا أقول لدى طلاب كلية الحاسب في جامعة الإمام قدرة واضحة على التواصل و التفاعل بشكل أكبر بكثير من زملائهم في الكليات الأخرى و لعل طالبات جامعة الأميرة نورة يحلون قريبين منهم. و لكن طلاب جامعة الملك سعود لا زالوا للأسف على نفس الوضع الذي كان يصفه معالي الدكتور سعود المتحمي.

  6. معدلات جامعية معقولة: أذكر حين كنت في كلية الحاسب جامعة الملك سعود كان معدل 4 من 5 معدل يعتبر مرتفع و اليوم أقابل الكثير من نفس الكلية بمعدلات تفوق الـ 4.7 من 5 و بعضهم أكثر من ذلك و أرى أن ذلك غير منطقي خصوصًا عندما نقارنه بمستوى الطلاب و الطالبات. أما جامعة الأميرة نورة، فالمعدلات هناك حكاية أخرى حيث رأيت أكثر من مرة طالبات بمعدلات 4.99 من 5!! و المستويات لا بأس بها و لكنه معدل مرتفع بلا شك!

  7. جاهزية سوق العمل: كثير من زملائي في المجال الأكاديمي يقولون دائمًا أن وظيفة الجامعة للبحث العلمي و ليست للتجهيز لسوق العمل و أتفق معهم تمامًا ولكن سوق العمل في المملكة الغالبية الساحقة منه من حملة درجة الباكالوريوس و ما فوق و ذلك مختلف تمامًا عن أسواق العمل لدول مجموعة العشرين مثلًا الذي يغلب عليها حملة الدبلوم مثلًا. و لكن أعتقد أن الكلية قامت بعمل مميز لتأهيئة الطلاب للانخراط في سوق العمل بشكل أكثر سلاسة و جاهزية.

  8. العميد كلمة السر: د. وليد الروضان عميد غير العادة بلا شك! فهو شديد على الطلاب و الطالبات كما يصفه الكثير منهم و لكن في نفس الوقت يتحلى بشعبية و حب كبير منهم كذلك و هي معادلة صعبة بالتأكيد. و لا أدل على ذلك، حيث هذا العام 2020 مع أزمة كورونا و لعدم القدرة على إقامة حفل تخرج للطلاب، قام بإرسال مجموعة من الهدايا لجميع الطلاب و الطالبات الخريجين و لمست في تويتر كيف كان أثرها عليهم. فهنيئًا لهم به و هنيئًا للدكتور وليد بهذه النخبة.

  9. الدورات و المهارات: إنخراط كثير من الطلاب و الطلبات في دورات و معارف خارج المقرر الدراسي لدى الكلية ملفت و أعتقد أن ذلك يتم بتشجيع من الكلية و رعاية بعضها. و لكن كمستفيد من مخرجات الكلية أستطيع القول أن ذلك مفيد لنا و للطلاب بلا شك.

ملاحظة:

كل ما ذكرته أعلاه بنطبق بشكل عام فقط، فقد قمت بتوظيف و التوصية بتوظيف كثير من طلاب و طالبات كلية الحاسب في جامعة الملك سعود و جامعة الأميرة نورة كذلك و لكن جميع ما ذُكر هي صفات عامة لفتت انتباهي فقط و أحببت ذكرها.